التكنولوجيا العقارية «البروبتك» الجيل القادم للاستثمار العقاري المصري
63 % زيادة سنوية في نمو تمويل التكنولوجيا العقارية بمصر
خليل: التكنولوجيا العقارية في مصر ستخلق فرصا واعدة لنمو القطاع في المنطقة
سامي: تسريع النمو الاقتصادي والقضاء على الروتين الحكومي ضروري لتنمية صناعة التكنولوجيا العقارية
التطوير العقاري سيعتمد على تقنيات الجيل الجديد والذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية لتعزيز مسار المدن الذكية المستدامة
في الوقت الذي أصبح فيه التحول الرقمي ضرورة لإدارة المدن الجديدة وتعظيم العائد الاستثماري في القطاع العقاري، شهدت التكنولوجيا العقارية زيادة في التمويل بمعدل نمو سنوي مركب قدره 63%.
” عقار 24 ” يرصد مع الخبراء التحديات التي تواجه نمو التكنولوجيا العقارية في مصر.
قال المهندس عمرو خليل، عضو غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، إن التكنولوجيا العقارية ” البروبتك ” و«التوأمة الرقمية» يشكلان الحدث الأبرز هذا العام في صناعة العقار المصري، في ظل التحول الرقمي المتزايد في مصر والمنطقة، ما يؤثر بشكل إيجابي على مستقبل التطوير العقاري، اعتمادًا على تقنيات الجيل الجديد والذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية، بما يعزز مسار المدن الذكية المستدامة في مصر.
وأوضح خليل أن تكنولوجيا العقارات في مصر تشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأصبح هناك استخداما متزايدا للتكنولوجيا في مختلف جوانب القطاع العقاري، مؤكدا أن التحول نحو استخدام التكنولوجيا العقارية في مصر، سيسهم في تعزيز النمو في القطاع العقاري وسيخلق قدرا كبيرا من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع العقاري في مصر.
وأكد خليل على ضرورة تسليط الضوء على مفهوم التكنولوجيا العقارية أو «البروبتك» الذي أصبح متغيرا مهما لمستقبل القطاع العقاري في المنطقة، ويتضمن التطبيقات التكنولوجية و الخدمات المتطورة التي تقدمها الحلول الذكية لإدارة العقارات، وحلول حجز وتأجير العقارات، وتكنولوجيا التخطيط والبناء، والتكنولوجيا المالية العقارية، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي يعتبر فيه القطاع العقاري أحد المؤشرات الدالة على حيوية الاقتصاد ومرونته، ويشكل مرآة عاكسة لازدهاره وتنوعه، فإن صعود قطاع التكنولوجيا العقارية بمصر سيكون له آثار ستعمل على إحداث تغييرات نوعية في واقع القطاع والسوق العقارية لا تقل عن الدور النوعي الذي أحدثته حلول التكنولوجيا المالية في قطاع الخدمات المالية والمصرفية التقليدي.
وقال المهندس محمود سامي، عضو غرفة الاستثمار العقاري باتحاد الغرف التجارية، إن آليات التكنولوجيا العقارية «البروبتك» والمرتبطة بتحليل البيانات ستحدث تغييرات كبيرة وستوفر كثيرا من الفرص لجعل بيئة القطاع العقاري أكثر شفافية وفاعلية، مؤكدا أنها ستعمل على تسهيل عملية معالجة عمليات التداول في القطاع العقاري، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تصميم وتغيير الدور التقليدي للوكلاء العقاريين.
وأشار سامي إلى أن التقنيات الجديدة لعمليات البيع والشراء، كتقنيات الواقع الافتراضي ستتيح للعميل التواجد في قلب العقار المستهدف دون الحاجة لوجود فعلي، وهو ما سينعكس على قرارات الشراء وسيؤثر على حجم التداولات العقارية، موضحًا أن التقنية المرتبطة بنموذج التقييم الآلي ستتيح للعميل من خلال استخدام نماذج رياضية وقواعد بيانات، إمكانية أن يتم حساب قيمة الممتلكات وإجراء المقارنات مع عقارات أخرى في وقت واحد.
وأوضح سامي أن التوسع في استخدام التكنولوجيا العقارية له مزايا متعددة حيث ستتيح تقنية الطباعة ذات الأبعاد الثلاثية اختزال كثير من عمليات إنشاء العقارات، كما ستعمل التقنية الذكية على تسهيل بيع وشراء المنازل بصورة كبيرة، ومع وجود التطبيقات في مجال إنترنت الأشياء أصبح لدى العميل الكثير من الخيارات للتحكم عن بعد في منزله الذكي.
وأشار سامي إلى أن هناك عدة تحديات تواجه نمو الاستثمار في التكنولوجيا العقارية، حيث أن تبني التكنولوجيا العقارية في المنطقة العربية وشمال أفريقيا يعاني من بعض التباطؤ لكنه أصبح خيارا عالميا لابد منه، ومع ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية وتحولات رقمية، مؤكدا أنه ما بين عامي 2012 و2017 شهدت التكنولوجيا العقارية زيادة في التمويل بمعدل نمو سنوي مركب قدره 63%، ومن المتوقع أن يتسارع النمو بشكل أكبر مع زيادة القدرات والإمكانيات التي تتيحها تقنية إنترنت الأشياء في الطلب على البيانات والتحليلات بصورة مباشرة.
وقال الدكتور وفيق بلال، أستاذ التمويل والاستثمار بكلية التجارة، إن مصر أصبحت في الوقت الحالي تتمتع بالإمكانيات والقدرات التي ستجعل من الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العقارية خيارا استراتيجيا سينعكس بالإيجاب على القطاع العقاري، وسيؤهلها لتكون رائدة في هذا المجال الواعد إقليميا وعالميا.
وأكد بلال أن من بين تلك الإمكانيات امتلاك مصر كوادر وكفاءات مميزة متخصصة في المجالات التكنولوجية، وكذلك ما يشهده القطاع العقاري في مصر من نمو وطفرة، وهو ما سيشكل علامة فارقة في السعي نحو التحول الرقمي وتعزيز مستوى الابتكار في المنطقة، وسينعكس بصورة إيجابية على دخول المزيد من شركات التكنولوجيا العقارية في السوق المصري، وزيادة التنافسية في هذا المجال وتعزيز الثقة في البيئة التكنولوجية المتطورة.
وشهدت العاصمة الإدارية الجديدة مؤخرا انعقاد مؤتمر «تكنولوجيا العقارات» و«المدن الذكية المستدامة» و«التوأمة الرقمية»، بمشاركة قيادات وخبراء ورواد التحول الرقمي في مصر والمنطقة.
واستضافت العاصمة الإدارية بالقاهرة نسخة استثنائية من المؤتمر الذي سلّط الضوء على مستقبل التطوير العقاري، اعتمادًا على تقنيات الجيل الجديد والذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية، بما يعزز مسار المدن الذكية المستدامة في مصر، وشارك في رعاية الحدث، شركة MBG للتطوير العقاري، بصفتها الراعي الرئيسي، تأكيدًا لدورها في دعم التحول الرقمي داخل القطاع، كما شهد المؤتمر حضورًا مميزًا لنخبة من كبار التنفيذيين وخبراء الصناعة، من بينهم المهندس عبدالله سلام، الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مصر، والدكتور سامح السيد رئيس شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، والدكتور أحمد عمر مشعل والمهندس ياسر عمر من شركة ARX، والمهندس محمود حجاب الرئيس التنفيذي لشركة Makkook للذكاء الاصطناعي، والمهندس محمد أبو زيد رئيس شركة Dinja.
ويأتي انعقاد مؤتمر Neo Gen في وقت يشهد فيه السوق المصري نموًا متسارعًا في مشروعات المدن الذكية وتطبيقات الاستدامة، كما يجعل المؤتمر منصة محورية تجمع المستثمرين والمطورين وقادة التكنولوجيا لمناقشة حلول الذكاء الاصطناعي، والتوأمة الرقمية، والأساليب الحديثة لإدارة الاستثمارات العقارية في مصر.

