منذ تولي دونالد ترامب رسميًا رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2025، عاد الجدل حول مستقبل الدولار الأمريكي إلى الواجهة. وبينما بدأت الإدارة الجديدة في تنفيذ سياساتها “الترامبية” ذات الطابع الحمائي، يتساءل الكثيرون: هل تؤدي هذه السياسات إلى انهيار الدولار؟ وهل يجب التخلص منه الآن؟..في هذا التقرير ترصد عقار 24 الآثار السلبية لسياسة ترامب على الدولار الأمريكي.
أولًا: ما الذي يفعله ترامب حاليًا؟
منذ عودته للبيت الأبيض، شرع ترامب في تنفيذ عدد من الإجراءات الاقتصادية التي تعكس توجهاته السابقة:
إعادة فرض رسوم جمركية على واردات من الصين وأوروبا.
انتقادات متكررة للاحتياطي الفيدرالي ومطالب بخفض سعر الفائدة.
تشريعات ضريبية جديدة تستهدف خفض العبء على الشركات.
إشارات إلى ضعف الدولار كوسيلة لتعزيز الصادرات الأمريكية.
هل قد تؤدي سياسات ترامب إلى انهيار الدولار؟
الإجابة: ليس بالضرورة “انهيارًا” كاملاً، لكن هناك مخاطر فعلية على المدى المتوسط.
عوامل تُضعف الدولار في حال تنفيذ سياسات ترامب:
توسيع العجز المالي:
استمرار خفض الضرائب مع رفع الإنفاق قد يزيد من العجز الحكومي، ما يؤدي إلى طباعة المزيد من الدولارات، وبالتالي خفض القيمة الشرائية للعملة.التوترات الجيوسياسية والحمائية:
تصاعد الحروب التجارية مع الصين أو أوروبا قد يقلل من الثقة في الدولار كعملة احتياطية عالمية.ضعف التعاون مع الاحتياطي الفيدرالي:
ضغوط ترامب على الفيدرالي لخفض الفائدة قد تؤدي إلى زيادة التضخم وضعف الدولار أمام العملات الأخرى.فقدان الثقة الدولية:
في حال قرارات مفاجئة أو انسحابات من اتفاقيات عالمية، قد تُفضِّل بعض الدول تقليل اعتمادها على الدولار في التجارة والاحتياطيات.
لكن من المهم أن نلاحظ: الدولار لا يزال عملة العالم الأولى، ويشكل أكثر من 58% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية، ومن غير المتوقع “انهياره” فجأة دون بديل واضح.
ثالثاً: كيف أثّرت هذه السياسات على الدولار حتى الآن؟
ضغوط فعلية بدأت تظهر، لكن دون انهيار:
الدولار فقد بعضًا من قوته منذ يناير، خاصة أمام العملات الآسيوية، بسبب التخوف من توسع العجز التجاري والمالي.
عوائد السندات الأمريكية ارتفعت نتيجة توقعات زيادة الإنفاق الحكومي، ما أدى لتذبذب في الأسواق.
الذهب ارتفع بشكل ملحوظ كمؤشر على مخاوف التضخم وضعف الدولار المستقبلي.
ومع ذلك، لم نشهد حتى الآن انهيارًا حقيقيًا. الأسواق ما زالت تعتبر الدولار “العملة الآمنة رقم 1″، خاصة مع استمرار التوترات العالمية.
رابعاً: هل يجب التخلص من الدولار؟
الإجابة المختصرة: لا بشكل كامل، ولكن التنويع مطلوب.
✅ ما الذي يُنصح به الآن للمستثمرين والأفراد؟
تنويع العملات في المدخرات: لا تعتمد كليًا على الدولار، أضف إليه عملات قوية أخرى مثل:
الفرنك السويسري
الدولار الكندي
اليورو
اليوان الصيني (بحذر)
التحوّط بالأصول الحقيقية:
الذهب والفضة
العقارات
الأسهم الدفاعية (مثل الأغذية والرعاية الصحية)
متابعة سياسة الفيدرالي وليس ترامب فقط: البنك المركزي الأمريكي هو الفاعل الأساسي في التحكم بقيمة الدولار، وسياسته أكثر تأثيرًا من الرؤية السياسية فقط.
هل سنشهد أزمة للدولار؟
رغم وجود مؤشرات سلبية محتملة الا انه، لا يمكن الحديث عن انهيار وشيك للدولار، لكنه بالفعل قد يُضعف بفعل السياسات “الترامبية”. لذا، لا داعي للذعر أو التخلص الفوري من الدولار، لكن الاستعداد والتحوّط مطلوبان بشدة.
✍️ ملاحظات ختامية:
الأسواق لا تتحرك بناء على الأقوال السياسية فقط، بل بناءً على القرارات الفعلية والمؤسسات الاقتصادية.
الوقت المناسب للتصرف هو حين تبدأ السياسات بالتنفيذ الفعلي وليس عند التوقع فقط.
اقرأ ايضاً: