الدولار ينخفض.. ما الذي يحدث في سوق الصرف المصري؟
شهد سوق الصرف المصري خلال الفترة الماضية تراجعًا ملحوظًا في سعر الدولار أمام الجنيه، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الانخفاض، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية. ويستعرض التقرير التالي أبرز العوامل المؤثرة التي ساهمت في تعزيز قوة الجنيه مقابل الدولار.
1. زيادة تدفقات العملات الأجنبية
شهدت مصر ارتفاعًا في تدفقات العملة الصعبة من مصادر متعددة، أبرزها:
-
السياحة التي حققت مستويات قياسية خلال العامين الأخيرين.
-
تحويلات المصريين بالخارج التي سجلت زيادات ملحوظة بعد تحسن أسعار الصرف.
-
قناة السويس وإيراداتها التي عادت للنمو بعد تجاوز التحديات البحرية.
-
الصادرات وارتفاع عائداتها خاصة في قطاعات الغاز والأسمدة.
هذه التدفقات ساهمت في زيادة المعروض من الدولار وتخفيف الضغوط على سوق الصرف.
2. اتفاقيات وتمويلات دولية تعزز الاحتياطي
حصلت مصر على حزم تمويلية واستثمارية من شركاء دوليين وصناديق سيادية، مما عزز احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.
كما جرى التوافق مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي على برامج إصلاح مالي تدعم استقرار سعر الصرف وثقة المستثمرين.
3. ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي
أدى تحسّن الاحتياطي إلى قدرة أكبر للبنك المركزي على تلبية الطلبات الاستيرادية، وبالتالي تراجع المضاربات على الدولار، مما انعكس على استقرار وقوة الجنيه.
4. تراجع الطلب على الدولار بالسوق الموازية
بفضل الإجراءات الرقابية وتوفير الدولار عبر القنوات الرسمية، انخفض النشاط في السوق السوداء، ما أدى إلى تقليل الفجوة السعرية بين السوقين.
ومع انخفاض المضاربات، تراجع الضغط على العملة المحلية.
5. سياسات البنك المركزي المصري
اتخذ البنك المركزي عددًا من الخطوات التي دعمت الجنيه، ومنها:
-
تحرير تدريجي ومنظم لسعر الصرف.
-
رفع أسعار الفائدة في أوقات معينة لاحتواء التضخم.
-
إدارة مرنة لتدفقات النقد الأجنبي داخل القطاع المصرفي.
-
توفير الدولار للسلع الأساسية والمستلزمات الإنتاجية لضبط السوق.
هذه السياسات عززت ثقة المستثمرين وحدّت من ارتفاع الدولار.
6. زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة
شهدت مصر دخول استثمارات عربية وأجنبية في قطاعات مثل الطاقة، العقارات، الخدمات اللوجستية، مما رفع من معروض الدولار داخل السوق.
7. تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي
ساهمت عدة مؤشرات في دعم الجنيه، من بينها:
-
انخفاض نسب العجز المالي.
-
تعافي قطاع الإنشاءات والمشروعات القومية.
-
زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد في بعض القطاعات.
تراكم مجموعة من العوامل الاقتصادية
إن تراجع الدولار أمام الجنيه المصري لم يكن حدثًا عابرًا، بل جاء نتيجة تراكم مجموعة من العوامل الاقتصادية، سواء من نمو موارد العملة الصعبة، أو تحسين إدارة سعر الصرف، أو تعزيز الاحتياطي الأجنبي، أو تراجع المضاربات.
وتشير المؤشرات الحالية إلى استقرار نسبي في سوق الصرف، مع احتمال استمرار قوة الجنيه في حال مواصلة الدولة تحسين مصادر النقد الأجنبي وتقليل الاعتماد على الواردات.
اقرأ أيضاً:
استثمارات قطرية بالمليارات..كيف تؤثر صفقة علم الروم على سعر الذهب والدولار في مصر؟
رابط مختصر انسخ: https://aqaar24.com/c5nr

