بمشهد أسطوري على أعتاب أهرامات الجيزة، افتتحت مصر رسميًا المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025، بعد أكثر من عقدين من العمل ليصبح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
الحدث الذي تابعه الملايين حول العالم لم يمر مرور الكرام على الصحافة الأجنبية، التي وصفته بأنه «لحظة حضارية فارقة» و«رهان مصر الثقافي والاقتصادي على المستقبل».
الغارديان: عودة قوية لمصر إلى خريطة السياحة العالمية
صحيفة The Guardian البريطانية وصفت المتحف بأنه «أضخم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين»، مشيرة إلى أن تكلفته التي تجاوزت مليار دولار جعلت منه «معبدًا حديثًا للحضارة المصرية».
وأضافت الصحيفة أن الافتتاح يمثل «عودة قوية لمصر إلى خريطة السياحة العالمية»، بعد سنوات من التحديات والاضطرابات الاقتصادية.
رويترز: أيقونة السياحة المصرية
وكالة Reuters ركزت على البُعد الاقتصادي للحدث، مؤكدة أن المتحف يمثل «الركيزة الأهم في استراتيجية مصر لتنشيط السياحة»، إذ من المتوقع أن يجذب نحو 5 ملايين زائر سنويًا.
كما لفتت الوكالة إلى أن الافتتاح يأتي في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد المصري ضغوطًا، ما يجعل نجاح المشروع «اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على تحويل التراث إلى مصدر مستدام للدخل».
لوموند: “سفارة ثقافية لمصر في قلب الجيزة”
في فرنسا، كتبت صحيفة Le Monde أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل «بيان دبلوماسي ثقافي» يعكس رغبة مصر في ترسيخ صورتها كعاصمة للتراث العالمي.
وأضافت الصحيفة أن المتحف سيكون بمثابة «سفارة ثقافية لمصر في قلب الجيزة»، خصوصًا مع عرض مجموعة توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة في وادي الملوك عام 1922.
الصحف الآسيوية: إعجاب وانبهار
من جانبها، أشادت صحيفة People’s Daily الصينية بالمتحف ووصفت افتتاحه بأنه «إنجاز عالمي»، مشيرة إلى أنه يدمج بين التراث العريق والتقنيات الحديثة للعرض والإضاءة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
وأبرزت أن المتحف أصبح الآن من أهم الوجهات الثقافية في العالم، إلى جانب اللوفر الفرنسي والمتحف البريطاني.
التحديات في عيون المراقبين
رغم الاحتفاء الكبير، رصدت بعض وسائل الإعلام الغربية ملاحظات حول التحديات المحتملة، أبرزها إدارة المشروع الضخم وتكاليف تشغيله المستمرة، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على تجربة الزائر عالية الجودة لضمان الاستدامة.
كما تساءلت بعض التحليلات عما إذا كان المتحف سيستطيع «تحويل الإعجاب العالمي إلى زيارات حقيقية مستمرة»، خاصة في ظل المنافسة العالمية بين المتاحف الكبرى.
رسالة مصر إلى العالم
بينما اختتمت معظم الصحف الأجنبية تقاريرها بإشادة بدور مصر في حماية التراث الإنساني، مؤكدين أن المتحف المصري الكبير يمثل «جسراً بين الماضي والمستقبل».
وبينما تتلألأ واجهته الحجرية المطلة على الأهرامات، بات المتحف — كما وصفته لوموند — «بوابة جديدة يدخل منها العالم إلى التاريخ المصري القديم».
الصحف العالمية اتفقت على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من مجرد حدث ثقافي؛ إنه إعلان عن ولادة عصر جديد من الدبلوماسية الثقافية المصرية.
ومع انبهار العالم بـ«تحفة الجيزة»، تبقى الأنظار معلقة على ما سيقدمه المتحف من تجربة استثنائية تحافظ على عبق التاريخ وتخاطب المستقبل.
أنت قلت:

