في خطوة متوقعة ضمن إطار السياسة النقدية التيسيرية، أعلن البنك المركزي المصري خلال اجتماعه الأخير عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس (1%)، في محاولة منه لتحفيز الاستثمار ودعم النشاط الاقتصادي وسط تراجع معدل التضخم.
تحركات منتظرة من البنوك الكبرى
عقب قرار “المركزي”، تتجه الأنظار إلى البنوك الحكومية الكبرى، وعلى رأسها البنك الأهلي المصري وبنك مصر، حيث أعلن البنكان عن عقد اجتماعات خلال الأسبوع الجاري لبحث مصير أسعار الفائدة على شهادات الادخار والاستثمار، خاصة ذات العائد المرتفع التي كانت تتراوح بين 20% و23%.
ما الذي يناقشه الاجتماع؟
وفق مصادر مصرفية مطلعة، يبحث البنكان حاليًا:
- خفض العائد على الشهادات الجديدة بما يتناسب مع توجهات المركزي.
- طرح شهادات جديدة بعوائد أقل تدريجيًا لتجنب خروج السيولة.
- الحفاظ على تنافسية المنتجات المصرفية لجذب المودعين رغم تراجع الفائدة.
ومن المتوقع أن يصدر قرار رسمي من البنكين قبل نهاية الأسبوع بشأن الشهادات الحالية والمستقبلية.
هل ستتأثر شهادات العملاء الحالية؟
بحسب القواعد المعمول بها، فإن الشهادات ذات العائد الثابت التي تم إصدارها مسبقًا لن تتأثر بقرار خفض الفائدة، وسيظل العائد ثابتًا حتى نهاية مدتها (سواء كانت سنة أو ثلاث سنوات).
لكن التغيير سيطال الشهادات الجديدة فقط، والتي سيتم طرحها بعد صدور القرار من إدارة البنوك.
لماذا يُخفض البنك المركزي الفائدة؟
يأتي قرار خفض الفائدة بعد عدة مؤشرات اقتصادية، أبرزها:
- تراجع نسبي في معدلات التضخم خلال الأشهر الأخيرة.
- سعي الحكومة لتحفيز النمو والاستثمار الداخلي.
- تعزيز حركة السيولة داخل الأسواق بدلًا من تجميدها في شهادات ادخار مرتفعة العائد.
وفي تصريحات صحفية، قال د. هشام عبد العال، خبير الاقتصاد الكلي والمحلل المصرفي:
“قرار البنك المركزي بخفض الفائدة يعكس تحسنًا في مؤشرات التضخم، ورغبة واضحة في تحفيز الاستثمار بدلًا من تجميد الأموال في أدوات ادخارية مرتفعة العائد. من الطبيعي أن تستجيب البنوك لهذا القرار بخفض الفائدة على الشهادات الجديدة، لكن التوقيت وطبيعة المنتج الجديد سيعتمد على مدى رغبة البنك في الاحتفاظ بالسيولة لديه.”
وأضاف:
“نحن أمام تحول تدريجي في السياسة النقدية بعد عامين من الفائدة المرتفعة. إذا استمر التضخم في التراجع، فقد نرى المزيد من خفض الفائدة خلال النصف الثاني من 2025، وهو ما يعني فرصًا أكبر لعودة النشاط في سوق القروض والتمويل العقاري.”
الخلفية العالمية وتأثيرها المحلي
يتزامن هذا التحول المحلي مع تقلبات عالمية كبيرة، لا سيما في ظل استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع أرباح كبرى شركات التكنولوجيا مثل “إنفيديا” بسبب القيود المفروضة على صادرات الرقائق. في الوقت نفسه، يواصل الذهب تسجيل مكاسب تاريخية، مما يعكس تحوّل المستثمرين نحو أدوات الأمان المالي
الوضع العالمي أيضًا عامل مؤثر
الأسواق العالمية تعاني من تقلبات مستمرة في ظل توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فضلًا عن تقلبات أسعار الذهب والنفط، ما جعل العديد من البنوك المركزية حول العالم تتجه نحو تيسير السياسات النقدية، وهو ما انعكس محليًا في قرار البنك المركزي المصري.
خلاصة التقرير:
- البنك المركزي خفض الفائدة بهدف دعم الاقتصاد.
- “الأهلي” و”مصر” سيعلنان قرارات مهمة خلال أيام بشأن شهادات الادخار.
- الشهادات الحالية غير متأثرة.. بينما الشهادات الجديدة مرشحة لتقليل العائد.
- التوجه العام في السوق نحو فائدة أقل خلال 2025.
اقرأ أيضاً: