في الوقت الذي كان فيه بيع العقارات يعتمد على الإعلانات الورقية والمكاتب التقليدية، أصبح تطبيق “تيك توك” اليوم ساحة نشطة للترويج والبيع والشراء، يقودها جيل من الشباب الذين حولوا المنصات الاجتماعية إلى أدوات تسويق عقاري فعّالة.
من مقاطع قصيرة تعرض الشقق بتصوير احترافي، إلى بث مباشر يجيب فيه المسوق على أسئلة المتابعين — المشهد العقاري في مصر يدخل مرحلة جديدة تمامًا.
من الترفيه إلى الاستثمار
بدأ الأمر كمحتوى ترفيهي يعرض ديكورات المنازل أو لقطات من مشروعات المدن الجديدة، لكن سرعان ما تحول تيك توك إلى منصة تسويقية رئيسية.
يقول أحد المسوقين الشباب: “العميل الآن يثق في الفيديو أكثر من الصورة.. يريد أن يرى العقار كما لو كان واقفًا داخله.”
محتوى قصير.. تأثير كبير
تعتمد أغلب الحسابات العقارية الناجحة على أسلوب الفيديو القصير (من 30 إلى 60 ثانية)، لعرض أهم مزايا العقار مثل الموقع والمساحة والتشطيب، بطريقة جاذبة وسريعة الإيقاع، تتناسب مع طبيعة مستخدمي تيك توك.
كما يستخدم بعض المسوقين المؤثرين موسيقى تريند أو لقطات “قبل وبعد” لتسويق وحدات تم تجديدها، ما يضاعف التفاعل والمشاهدات.
لا بيع بدون تفاعل
ميزة تيك توك الكبرى هي التواصل المباشر. في التعليقات أو أثناء البث المباشر، يتفاعل المشترون المحتملون مع المسوقين بالسؤال عن الأسعار والتقسيط والموقع.
يقول أحد المتابعين: “اشتريت شقتي بعد أن شاهدت فيديو بث مباشر في أحد المشاريع الجديدة.. لم أزر المكتب حتى تمت الصفقة!”
فرص للمطورين والمكاتب الصغير
لم يعد التسويق العقاري حكرًا على الشركات الكبرى؛ فبعض المكاتب الصغيرة استطاعت عبر تيك توك أن تصل إلى مئات الآلاف من المشاهدات شهريًا دون ميزانيات ضخمة.
يكفي هاتف جيد وإضاءة بسيطة وبعض الإبداع، لتحقق انتشارًا قد يعجز عنه إعلان مدفوع في الصحف.
التحديات والمستقبل
رغم النجاح، لا يخلو الأمر من تحديات مثل انتشار مقاطع غير دقيقة أو مبالغ فيها.
ويرى خبراء أن المستقبل سيشهد اندماجًا بين التسويق العقاري الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن للمستخدم أن يقوم بجولة افتراضية داخل العقار قبل زيارته فعليًا.
لم تعد وسيلة للترفيه فقط
من جانبه أكد صابر بهجت مسوق عقاري على التيك توك أن المنصة لم تعد وسيلة للترفيه والمحتوى الساذج لكنها باتت أداة عصرية لجذب العملاء والأمر ليس قاصرا على قطاع العقارات فقط؛ لكن من خلالها تستطيع بيع أي شئ نظرا للشعبية الكبيرة الذي يحظى بها التطبيق على مستوى العالم.
وأضاف: في الماضي كان التسويق العقاري قاصرا على الإعلانات الورقية أو التليفزيونية وغيرها من الطرق التقليدية لكن الوضع أختلف الان؛ ولكل عصر ادواته وعلى المسوق العقاري الناجح أن يوافق العصر ويمسك بأدواته.
ويوافقه في الرأي علي شاهين مسوق عقاري مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت الوسيلة الأنسب والأقوى في الوصول للجمهور وخاصة الشباب وهي فئة عمرية تهتم وتبحث بصورة دائمة عن العقار المناسبة لتكوين أسرة جديدة.
وتابع: في اي مهنة أو مجال من يتوقف ينقرض وينتهي لذا لابد من المسوق العقاري أن يطور من نفسه دائما وأن يواكب السوق.
طرق سريعة وعصرية
تيك توك لم يعد مجرد منصة للرقص والمحتوى الخفيف، بل أصبح قناة فعالة لتسويق العقارات، خصوصًا بين جيل الشباب الباحث عن طرق سريعة وعصرية للشراء والاستثمار.
التريند القادم؟ ربما بيع شقق بالكامل من خلال بث مباشر!

