خفض الفائدة يشعل سوق الذهب في مصر
كيف انعكس قرار «المركزي» اليوم على أسعار المعدن الأصفر؟
أحدث قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه اليوم موجة من التفاعل داخل الأسواق، كان أبرزها تحرك أسعار الذهب صعودًا، في ظل تغير خريطة العوائد الاستثمارية وتراجع جاذبية الادخار التقليدي.
وجاء القرار في توقيت بالغ الحساسية، مع ترقب المستثمرين لأي إشارة بشأن اتجاه السياسة النقدية، وهو ما أعاد الذهب إلى واجهة المشهد كأحد أهم أدوات التحوط وحفظ القيمة.
الفائدة تتراجع… والذهب يستعيد بريقه
قرار خفض الفائدة أعاد ترتيب أولويات المدخرين والمستثمرين، حيث أدى انخفاض العائد على الشهادات والودائع البنكية إلى زيادة الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا لا يتأثر بتقلبات العائدات الاسمية.
وشهدت الأسواق المحلية تحركات صعودية في أسعار أعيرة الذهب المختلفة، مدفوعة بتزايد الطلب، خاصة من الأفراد الباحثين عن بدائل تحافظ على القوة الشرائية لمدخراتهم.
لماذا يرتفع الذهب مع خفض الفائدة؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية تقليديًا مع أسعار الفائدة، ويظهر تأثير القرار من خلال عدة قنوات رئيسية:
تراجع جاذبية الادخار البنكي
خفض الفائدة يقلص العائد الحقيقي على المدخرات، ما يدفع شريحة واسعة من المواطنين للبحث عن أوعية استثمارية بديلة، يأتي الذهب في مقدمتها.
انخفاض تكلفة الفرصة البديلة
الذهب لا يحقق عائدًا دوريًا، لكن مع انخفاض الفائدة، تقل تكلفة الاحتفاظ به مقارنة بالأدوات المصرفية، فيزداد الطلب عليه.
التحوط من التضخم وتقلبات العملة
في ظل استمرار المخاوف التضخمية، يلجأ المستثمرون للذهب كوسيلة حماية من تآكل قيمة العملة، ما ينعكس مباشرة على الأسعار المحلية.
تأثير مزدوج: قرار محلي ودعم عالمي
لم يأتِ تأثير قرار «المركزي» في فراغ، بل تزامن مع:
استمرار قوة أسعار الذهب عالميًا
توقعات بتوجه عالمي نحو التيسير النقدي
حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية
وهي عوامل عززت من الزخم الصعودي للذهب داخل السوق المصرية.
هل يستمر صعود الذهب بعد القرار؟
يرى متعاملون في سوق الصاغة أن اتجاه الذهب خلال الفترة المقبلة سيظل مرهونًا بعدة متغيرات، أبرزها:
مسار أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة
حركة سعر صرف الجنيه
تطورات الأسعار العالمية للمعدن النفيس
لكن المؤشرات الحالية ترجح استمرار الدعم الإيجابي للذهب طالما استمرت سياسة خفض الفائدة أو تثبيتها عند مستويات أقل.
الأمان قبل العائد
خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم لم يكن مجرد قرار نقدي، بل كان محركًا مباشرًا لأسواق الذهب، أعاد توجيه السيولة من البنوك إلى المعدن الأصفر، وفتح الباب أمام موجة جديدة من الطلب، في وقت يبحث فيه المستثمرون عن الأمان قبل العائد.

