في خطوة جريئة، قرر البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة بمقدار 2.25% دفعة واحدة، وهي من أكبر التخفيضات خلال الأعوام الأخيرة. القرار جاء في سياق محاولة إنعاش الاقتصاد وتحفيز الاستثمار، إلا أن هذا الإجراء له تداعيات مباشرة وغير مباشرة على سوق العقارات، أحد أهم القطاعات الاستثمارية في مصر، ترصد عقار 24 في هذا التقرير، تأثير تخفيض الفائدة على سوق العقارات المصري.
أولًا: ما الذي يعنيه خفض الفائدة؟
خفض سعر الفائدة يعني تقليل تكلفة الاقتراض، وهو ما يشجع الأفراد والشركات على الحصول على تمويلات من البنوك، بدلاً من الاحتفاظ بأموالهم في شهادات الادخار أو الودائع البنكية.
التأثيرات المباشرة على قطاع العقارات:
1. زيادة الطلب على شراء العقارات
- مع انخفاض العائد البنكي، يُفضل كثير من المستثمرين تحويل أموالهم إلى العقار كملاذ آمن، ما يؤدي إلى زيادة الإقبال على الشراء.
- المستثمرون الأفراد يتجهون إلى شراء وحدات سكنية أو تجارية بهدف تأجيرها وتحقيق عائد شهري بدلاً من العائد البنكي المتراجع.
2. انتعاش التمويل العقاري
- تكلفة التمويل العقاري تنخفض، مما يجعل شراء الوحدات بالتقسيط أو القروض أكثر جاذبية.
- قد تظهر عروض تقسيط بأسعار فائدة تنافسية تصل إلى أقل من 15% سنويًا، ما يزيد القدرة الشرائية للأفراد.
3. تحفيز المطورين على طرح مشروعات جديدة
- في ظل زيادة الطلب، يُتوقع أن تعلن العديد من شركات التطوير العقاري عن طرح مراحل جديدة أو مشروعات بالكامل، خاصة في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية، القاهرة الجديدة، 6 أكتوبر والعبور.
التأثيرات غير المباشرة:
1. ارتفاع أسعار العقارات على المدى المتوسط
- مع زيادة الطلب وثبات العرض (على المدى القصير)، من المرجح حدوث ارتفاع تدريجي في الأسعار، خاصة في المناطق الحيوية.
2. تراجع المعروض من الإيجارات
- بعض المستثمرين قد يفضلون البيع بدلاً من التأجير لتحقيق سيولة، ما قد يؤدي إلى شح وحدات الإيجار في بعض المناطق.
3. زيادة المنافسة بين البنوك وشركات التمويل
- تخفيض الفائدة يفتح الباب أمام البنوك لابتكار منتجات تمويل عقاري ميسرة، مما يحسن الشروط التمويلية ويزيد من تنافسية السوق.
التوقعات المستقبلية:
- الربع الثالث من 2025 قد يشهد طفرة في مبيعات المشروعات العقارية تحت الإنشاء.
- الأسعار مرشحة للزيادة بنسبة تتراوح بين 10-15% خلال 6 أشهر، خصوصاً في المناطق التي تشهد طلباً مرتفعاً.
- المطورون العقاريون سيُقبلون على خطط تسويقية قوية مدعومة بعروض سداد مرنة وأسعار ثابتة.
- توقعات بارتفاع الإقبال على الوحدات التجارية والإدارية كمصدر دخل ثابت.
قرار البنك المركزي بخفض الفائدة يمثل فرصة ذهبية للقطاع العقاري المصري. فبينما تتراجع جاذبية الادخار البنكي، يصبح العقار مرة أخرى هو “الفرس الرابح” في نظر المستثمرين، خاصة في ظل استقرار نسبي في الأسعار وتوافر وحدات بمناطق واعدة. ومع التوقعات بتحسن قدرة الشراء، فإن الأشهر المقبلة قد تحمل زخمًا ملحوظًا في حركة السوق العقاري بمصر.
اقرأ أيضاً: