تجري شركة سمو القابضة السعودية مفاوضات جادة للاستحواذ على شركة ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية، في صفقة تُقدّر قيمتها بنحو 3.5 مليار دولار، وفق ما كشفه مصدر مطلع لقناة “العربية Business”.
وأوضح المصدر أن المفاوضات الحالية تتركز حول تحديد القيمة النهائية للصفقة وهيكل الاستحواذ، تمهيدًا للإعلان الرسمي عنها خلال الفترة القريبة المقبلة، مشيرًا إلى وجود دعم حكومي من الجانبين المصري والسعودي لإنجاح الاتفاق.
وترى “سمو القابضة” في السوق العقارية المصرية فرصة واعدة للتوسع، مستفيدة من الزخم الكبير الذي يشهده القطاع خلال السنوات الأخيرة.
وتُعد شركة “ميدار” المطور العام لمشروع “مستقبل سيتي” بشرق القاهرة، وتمتلك نحو 11 ألف فدان، نجحت في تطوير 40% منها حتى الآن، بينما تعمل بالتعاون مع عدد من كبار المطورين المحليين والإقليميين على استكمال تطوير المساحة المتبقية بنظام مشاركة الإيرادات.
وتبلغ الاستثمارات القائمة لمشروعات “ميدار” نحو 7 مليارات دولار، فيما تصل الاستثمارات المستقبلية لمشروع مدينة “مدى” الجديدة إلى نحو 14 مليار دولار.
من جهة أخرى، كشف مصدر آخر أن اجتماعات موسعة ستُعقد خلال الشهر الجاري لحسم نسب وحصص الاستحواذ، مع بحث بدائل محتملة في حال عدم إتمام الصفقة، من بينها اتفاق تعاون استراتيجي بين الجانبين لتطوير الأراضي المتبقية في “مستقبل سيتي”.
يُذكر أن “ميدار” وقّعت في يوليو الماضي اتفاقًا مع شركة “أدير الدولية” التابعة لـ”سمو القابضة”، لتطوير مشروع Boulevard باستثمارات تتجاوز 70 مليار جنيه مصري، على مساحة 500 ألف متر مربع، بنظام مشاركة الإيرادات.
تحليل وتوقعات السوق:
تأتي هذه الصفقة المحتملة في توقيت يشهد فيه القطاع العقاري المصري انتعاشًا ملحوظًا، مدفوعًا بمشروعات قومية ضخمة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة ومناطق شرق القاهرة. ويرى محللون أن دخول كيان بحجم “سمو القابضة” إلى السوق المصرية يمثل رسالة ثقة قوية للمستثمرين الخليجيين في الاقتصاد المصري، خصوصًا في ظل الإصلاحات التشريعية وتسهيل إجراءات الاستثمار العقاري.
كما أن التعاون بين الشركات السعودية والمصرية في تطوير مشروعات كبرى مثل “مستقبل سيتي” يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لجذب رؤوس الأموال العربية، ويُتوقع أن يؤدي إلى رفع حجم الاستثمارات الخليجية خلال العامين المقبلين، خاصة في القطاع السكني والإداري والسياحي.