شريهان تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير وتُهدي العالم «سلامًا من أرض السلام»
شهدت مصر أمس السبت، الأول من نوفمبر 2025، ليلة استثنائية ستظل محفورة في الذاكرة، خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح ثقافي في العالم في القرن الحادي والعشرين. وجاء الحدث بحضور كبار قادة الدول وكوكبة من الشخصيات الفنية والثقافية العالمية، ما جعل الأضواء تتجه نحو القاهرة وهرمها الحضاري المتجدد.
وبرزت الفنانة الأسطورية شريهان على مسرح الافتتاح في لحظة طال انتظارها، مقدّمة عرضًا فنّيًا مهيبًا حمل عنوان «سلام من أرض السلام». قدمت شريهان أداءً استعراضيًا راقيًا مزج بين الروح الوطنية والفن الإبداعي، في مشهد أعاد إلى الأذهان صورة “أيقونة الاستعراض المصري” التي تربّعت على القلوب لسنوات طويلة.
واستهلت شريهان عرضها بكلمة مؤثرة قالت فيها:
«مصرية أنا وافتخر بانتمائي… من هنا بدأت الحكاية، حكاية حضارة علّمت الإنسانية أن مصيرنا واحد مهما اختلفنا».
ومع أولى خطواتها على المسرح، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الإعجاب والفخر، معتبرة ظهورها “لقاءً منتظرًا بين الفن والتاريخ، وصورة مشرفة لوجه مصر الفني أمام العالم”.
من هي شريهان؟ أيقونة لم تُهزم
وُلدت شريهان في القاهرة عام 1964، وبدأت مسيرتها الفنية وهي طفلة قبل أن تصبح إحدى أهم نجمات الاستعراض والتمثيل في العالم العربي. درست الرقص التعبيري والباليه في باريس، وحققت نجاحًا واسعًا خاصة في فوازير رمضان، ومنها «ألف ليلة وليلة» و«حاجات ومحتاجات».
واجهت شريهان محطات صعبة، من حادث سير كاد ينهي مسيرتها إلى مرض نادر في الغدد اللعابية، لكنها عادت أكثر قوة وإشراقًا، لتثبت أن الأسطورة لا تنطفئ.
المتحف المصري الكبير… نافذة حضارة تتجدد
يقف المتحف المصري الكبير شامخًا على أعتاب أهرامات الجيزة، على مساحة 500 ألف متر مربع، كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها مجموعة توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة، ويستقبل الزوار بتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني في بهوه الرئيسي.
ويتضمن المتحف:
-
12 قاعة عرض رئيسية بتقنيات عرض تفاعلي حديثة
-
أكبر مركز للحفظ والترميم في الشرق الأوسط
-
مسرح ومكتبة ومركزًا تعليميًا للأطفال
-
مناطق تسوق ومطاعم بإطلالة مباشرة على الأهرامات
-
«الدرج العظيم» الذي يصعد بالزوار وسط تماثيل ملوك مصر القديمة
ويُعد هذا الافتتاح تتويجًا لأكثر من عقدين من العمل، ضمن «رؤية مصر 2030» لتعزيز مكانتها كعاصمة للثقافة والحضارة في العالم.
فن وحضارة… رسالة من مصر للعالم
لم يكن ظهور شريهان مجرد لحظة فنية، بل رمزًا لتلاقي الإبداع مع التاريخ؛ فكما يحفظ المتحف أسرار الملوك والفراعنة، جسدت شريهان ذاكرة الفن المصري المعاصر.
وفي تلك الليلة الاستثنائية، قالت مصر للعالم كله:
هنا وُلد التاريخ… وهنا يتجدد الفن… وهنا تبقى مصر، صانعة الحضارة ومُلهمة الإنسانية.

