ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء بنسبة 1% مواصلة صعودها القياسي في وقت انجذب فيه المستثمرون لأصول الملاذ الآمن.
مكاسب المعدن الأصفر جاءت مدعومة بمخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتبعات ذلك على نمو الاقتصاد العالمي، وفق رويترز.
تركزت الأنظار أيضا على بيانات وظائف أمريكية تصدر هذا الأسبوع قد تلقي الضوء على مسار أسعار الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2868.48 دولار للأوقية، بعد أن لامس ارتفاعا قياسيا بلغ 2877 دولارا في وقت سابق من الجلسة.
وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6% إلى 2892.2 دولار للأوقية.
وقال دومينيك شبرتزل مدير التداول في هيراوس ميتالز جيرماني لتداول المعادن النفيسة “التبعات الاقتصادية المحتملة لحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين تتسبب في خوف المستثمرين من ركود عالمي وصعود التضخم”.
وأظهرت بيانات من مجلس الذهب العالمي أن الطلب العالمي على الذهب ارتفع بنسبة 1% إلى مستوى قياسي هو 4974.5 طن في 2024 مدفوعا بزيادة الاستثمارات ومشتروات أعلى من بنوك مركزية في الربع الرابع.
مكاسب للفضة والبلاتين
بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 32.25 دولار للاوقية وزاد البلاتين 1.6% إلى 979.45 دولار وصعد البلاديوم 0.3% إلى 999.75 دولار.
يُعد الذهب من أهم الأصول الاستثمارية التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. ومع تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، تتزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الذهب.
كيف تؤثر الحروب التجارية على أسعار الذهب؟
1. زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن
- عند تصاعد النزاعات التجارية، يتراجع إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات الرقمية، مما يعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.
- يتجه المستثمرون إلى الذهب لأنه يحافظ على قيمته مقارنة بالعملات التي قد تتأثر بالتضخم أو التقلبات الاقتصادية.
2. تراجع الدولار يعزز مكاسب الذهب
- عادةً ما تتحرك أسعار الذهب عكس اتجاه الدولار الأمريكي، أي أنه عندما يضعف الدولار بسبب الحروب التجارية، يصبح الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد الطلب عليه.
- في حال فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على البضائع الصينية، قد يؤدي ذلك إلى ضعف في النمو الاقتصادي الأمريكي، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، وهو عامل إيجابي للذهب.
3. تقلبات الأسواق المالية تدفع المستثمرين للذهب
- النزاعات التجارية تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم، مما يجعل المستثمرين أكثر حذرًا.
- مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سلاسل التوريد العالمية والنمو الاقتصادي، يصبح الذهب خيارًا أكثر جاذبية.
أمثلة تاريخية على ارتفاع الذهب بسبب التوترات التجارية
- في 2018-2019، مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت حاجز 1,500 دولار للأوقية لأول مرة منذ سنوات.
- في عام 2022، تأثرت أسعار الذهب بسبب العقوبات التجارية المفروضة على روسيا، مما عزز الطلب على المعدن النفيس.
توقعات مستقبلية
- إذا استمرت النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، فمن المتوقع أن يواصل الذهب مكاسبه، خاصة إذا زادت الضغوط على سلاسل الإمداد أو ارتفعت معدلات التضخم.
- على المدى الطويل، سيعتمد أداء الذهب على قرارات البنوك المركزية، وخصوصًا السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يمثل الذهب ملاذًا آمنًا قويًا خلال فترات الأزمات الاقتصادية والتجارية، ويظل أحد أهم الأصول التي يعتمد عليها المستثمرون للتحوط ضد المخاطر المالية والجيوسياسية. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، قد نشهد مزيدًا من الارتفاع في أسعار الذهب في المستقبل القريب. 🚀