كشف المهندس مدحت يوسف رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للأسمدة وخبير الطاقة الدولي في تصريحات خاصة لموقع “عقار 24″، الأسباب الحقيقية لارتفاع تكلفة البنزين والسولار في مصر مع تراجع أسعار النفط عالميا وانخفاض سعر الدولار.
وأكد يوسف على تراجع أسعار النفط وبالتبعية أسعار المنتجات البترولية عالميا بتراجع بلغ نسبته حوالي ١٦٪ من أعلى سعر للنفط خلال عام ٢٠٢٥، بينما انخفضت أسعار البنزين بنسبة ٢٧٪ عالميا وكذلك انخفضت أسعار السولار بنسبة ١٧٪ فقط.
وأوضح يوسف أن عدم التوافق في نسب الخفض بين النفط والبنزين يرجع لظروف العرض والطلب العالمي، مؤكدا أن هذا المؤشر يظهر اللجوء إلى بدائل البنزين الاحفوري واللجوء للبدائل وخصوصا المركبات الكهربائية.
وقال يوسف إن سعر الدولار انخفض بنسب بسيطة بلغت حتي اليوم ٧٪ فقط عند أعلى سعر للدولار عند أعلى سعر تحويل منذ التعويم الاخير، وكل هذا كان يرجح تثبيت سعر البنزين، ولكن المشكلة التي واجهها قطاع البترول جاءت مع زيادة الطلب المحلي وارتفاع الواردات الخارجية والتي صاحبها ارتفاع النوالين البحرية والتأمين البحري نتيجة الأحداث الأخيرة، والتي مازالت مؤثرة وهنا عند الأخذ بقياس النسبة نجد أن قيمة النوالين ارتفعت بنسبة تزيد عن ١٠٠٪ عن ذي قبل، وأصبحت تعادل ما نسبته ١٨٪ من قيمة المنتج البترولي حاليا وارتفع كثيرا مع البوتاجاز المستورد.
وأشار إلى أن الاعباء التمويلية ساهمت في تأجيل سداد قيمة الشحنات المستوردة في ارتفاع التكلفة بشكل مؤثر .
وقال يوسف إن هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في ارتفاع تكلفة المنتج المستورد والذي أصبح يمثل نسبة أعلى في التركيبة السعرية للبنزين مع باقي المكونات المحلية، وأدى إلى اختفاء التأثير الإيجابي لانخفاض أسعار النفط وقيمة الدولار في السوق المحلي.
وأضاف يوسف أنه من واقع تلك المؤشرات اضطرت الحكومة إلى زيادة الأسعار المحلية للبنزين للوصول للتكلفة المرتفعة إلا أنها لم تحقق التكلفة الحقيقية.
أما عن منتج السولار وهو المنتج الأكثر دعما من حيث القيمة، ومازال مدعوما حتى بعد الزيادة الأخيرة نتيجة لعدم انخفاض أسعاره عالميا أسوة بالبنزين وكذلك للزيادة الكبيرة في كم الاستيراد، وما صاحب ذلك من ارتفاع النوالين والتأمين البحري والأعباء التمويلية وللوصول لسعر التكلفة الحقيقية كتعليمات صندوق النقد فهناك زيادة قادمة لا محالة، والأمر مرهون بقرارات سياسية لامتصاص الغضب الشعبي جراء التضخم المتوقع بأنماط أعلى من نسب ارتفاع سعر السولار كعادة التجار.
كانت شركة الدلتا للأسمدة التابعة للشركة القابضةالكيماوية، قد أصدرت قرارا في شهر يونيو عام 2025 بتعيين المهندس مدحت يوسف رئيسًا لمجلس إدارتها، والذي يُعد من أبرز الخبراء المصريين في قطاع الطاقة، إذ تقلد مناصب قيادية في الهيئة العامة للبترول لسنوات، وتولّى مسؤولية تطوير الإنتاج والتكرير، مساهمًا في رسم المشهد الاستراتيجي لمصر كمركزٍ إقليمي للطاقة.
وبدأ يوسف، حياته المهنية في الهيئة العامة للبترول، ثم ارتقى تدريجيًا إلى منصب نائب رئيس الهيئة العامة للبترول للعمليات، ثم نائب رئيس مجلس الإدارة للتكرير وتداول المنتجات البترولية، كما عرف بخبرة وكفاءة فنية عالية وإدارية، شاغلًا منذ أكتوبر 2017 منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البترول المصرية، كجهة تنسيقية واستشارية عليا في القطاع.
وأشرف مدحت يوسف الرئيس الحالي لشركة الدلتا للأسمدة، على تحديث وتطوير عدة معامل للتكرير، مثل: (ميدور، والإسكندرية، وأسيوط، ومسطرد، والسويس) بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من البنزين والديزل بحلول أوائل 2024، مشيدًا بتصنيع أول حفار بترول مصري محلي الصنع في يوليو 2023، معتبرًا ذلك نقلة نوعية في الاعتماد على الصناعة المحلية.

