شهد الذهب خلال الفترة الأخيرة ارتفاعات تاريخية جعلته يتجاوز مستويات قياسية عالميًا ومحليًا، مما أعاد السؤال الأهم إلى أذهان المستثمرين: هل ما زال الذهب ملاذًا آمنًا في ظل هذه الارتفاعات أم أن الوقت قد فات لدخول السوق؟
الذهب عالميًا: بين قوة الطلب ومخاوف الاقتصاد
ارتفع سعر الأونصة عالميًا إلى مستويات لم تصل إليها من قبل، مدعومًا بعدة عوامل:
ضعف الدولار الأمريكي نتيجة تخفيضات الفائدة المتتالية من جانب الفيدرالي.
المخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.
تزايد المشتريات من البنوك المركزية وخاصة في الصين وروسيا لتعزيز احتياطياتها.
خبراء الاقتصاد العالمي يرون أن الذهب لا يزال يملك فرصة للصعود إذا استمرت الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، لكنه قد يشهد موجات تصحيح قصيرة المدى.
الذهب في مصر: ملاذ المواطن ضد الجنيه
على المستوى المحلي، ارتبطت أسعار الذهب بتحركات الدولار في السوق المصري.
خلال 2025 ارتفعت أسعار الجرام لأرقام غير مسبوقة، مما جعل الذهب بالنسبة للأسر المصرية أداة ادخار أولى في مواجهة التضخم وتراجع القوة الشرائية للجنيه.
الطلب المحلي على السبائك والجنيهات الذهبية ازداد بشكل ملحوظ، بينما تراجع الإقبال على المشغولات الذهبية نتيجة ارتفاع المصنعية وضعف القدرة الشرائية.
هل لا يزال الاستثمار في الذهب آمنًا؟
الإيجابيات:
يحافظ على قيمة المدخرات ضد التضخم.
يحقق مكاسب على المدى الطويل خاصة مع استمرار التوترات الاقتصادية.
يتميز بسيولة عالية مقارنة ببعض الاستثمارات الأخرى.
المخاطر:
احتمالية حدوث تصحيحات سعرية مفاجئة عالميًا تؤدي لخسائر قصيرة الأجل.
ارتباط الأسعار في مصر بعوامل خارجية مثل الدولار، ما يزيد من تقلباته محليًا.
ارتفاع الذهب لمستويات قياسية يجعل الدخول في الوقت الحالي أكثر خطورة مقارنة بمن اشترى قبل عام أو عامين.
آراء خبراء السوق
بعض المحللين يرون أن الذهب سيظل وجهة آمنة بشرط التعامل معه كـ ادخار طويل الأجل وليس مضاربة قصيرة.
آخرون ينصحون بتخصيص نسبة محدودة من المحفظة الاستثمارية للذهب (من 10% إلى 20%)، مع توزيع باقي الاستثمارات بين العقار وأدوات مالية أخرى.
الخلاصة
الذهب ما زال آمنًا كاستثمار لكن بشرط الوعي بتقلباته.
إذا كنت مستثمرًا صغيرًا أو متوسطًا، فالتوقيت المثالي هو الشراء على دفعات لتقليل المخاطر.
أما إذا كنت تبحث عن مضاربات سريعة، فالذهب في 2025 قد لا يكون الخيار الأفضل بسبب حدة تذبذبه.