مع تصاعد أسعار الذهب محليًا وعالميًا خلال الأشهر الأخيرة، يزداد الحديث في الأوساط الاقتصادية والشعبية في مصر عن إمكانية وصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5000 جنيه بنهاية العام الجاري. فهل هذا السيناريو واقعي؟ في هذا التقرير ترصد عقار 24 العوامل التي قد تدفع الذهب نحو هذا المستوى القياسي؟
أداء الذهب حتى الآن
شهد سوق الذهب المصري طفرات سعرية خلال الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بعدة عوامل، أهمها:
- ارتفاع أسعار الذهب عالميًا إلى مستويات تفوق 300 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ.
- تراجع الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، حيث تجاوز سعر الصرف 51 جنيهًا للدولار في البنوك.
- زيادة الطلب المحلي على الذهب كمخزن للقيمة، خاصة في ظل مخاوف التضخم وارتفاع الأسعار.
- تراجع المعروض من الذهب بسبب صعوبة الاستيراد وارتفاع تكلفة الاستيراد الجمركي.
نتيجة لذلك، سجل سعر عيار 21 في السوق المصرية أكثر من 4000 جنيه للجرام في أبريل 2025، وهو أعلى مستوى في تاريخه.
هل الـ 5000 جنيه هدف واقعي؟
وفقًا لخبراء في سوق الذهب والاستثمار:
السيناريو الإيجابي (ارتفاع الذهب إلى 5000 جنيه):
- استمرار تراجع الجنيه المصري
- صعود الأونصة عالميًا إلى ما فوق 3500 دولار.
- زيادة الأزمات الجيوسياسية عالميًا، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
- ضعف الرقابة على التسعير في السوق المحلية، ما يؤدي إلى مضاربات ورفع أسعار الذهب دون ضوابط حقيقية.
السيناريو المحافظ (استقرار السعر بين 4200-4700 جنيه):
- استقرار نسبي في سعر الدولار محليًا بعد تدخلات محتملة من البنك المركزي.
- تصحيح محتمل في أسعار الذهب العالمية بعد موجات الصعود الأخيرة.
- انخفاض الطلب المحلي نتيجة ارتفاع الأسعار لمستويات لا يتحملها المستهلك العادي.
آراء الخبراء
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمود حسن:
“إذا استمر الاتجاه الصعودي الحالي في الأسواق العالمية، ومع استمرار الضغط على الجنيه، فإن تخطي حاجز الـ5000 جنيه لعيار 21 بنهاية 2025 أمر وارد جدًا بل ومحتمل.”
بينما ترى المحللة الاقتصادية سارة فوزي:
“قد نشهد تهدئة في أسعار الذهب مع حلول منتصف العام، خصوصًا إذا ما تحسن الوضع النقدي في مصر وتراجعت وتيرة التضخم.”
ماذا يعني ذلك للمستهلكين والمستثمرين؟
- للمستثمرين: الذهب لا يزال خيارًا آمنًا للتحوط من التضخم، لكن يُفضل دخول السوق في فترات التصحيح السعري.
- للمستهلكين: أسعار الذهب الحالية قد تدفع إلى التريث قبل الشراء، خصوصًا في حالات الزواج أو الادخار طويل الأجل.
الخلاصة
رغم أن وصول سعر عيار 21 إلى 5000 جنيه لم يعد مجرد تكهن، بل سيناريو محتمل في حال استمرار الظروف الحالية، إلا أن السوق لا تخلو من المفاجآت، سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط. يبقى الترقب هو سيد الموقف، والمتابعون لسوق الذهب عليهم أن يوازنوا بين التحليل الفني والاقتصادي لتحديد توقيتات الشراء أو البيع.
أقرأ أيضاً:
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 بدعم عالمي