في الأسابيع الأخيرة، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى معارض فنية لمصريين بالزي الفرعوني، بعد انتشار تريند تحويل الصور بالذكاء الاصطناعي إلى ملوك وملكات من الحضارة المصرية القديمة.
لكن خلف هذه الصور المبهرة والضحكات على تيك توك وإنستجرام، يحذر خبراء التقنية من وجه آخر أكثر خطورة يتعلق بخصوصية البيانات والصور الشخصية.
كيف بدأ التريند؟
بدأت الظاهرة بعد استخدام آلاف المستخدمين لتطبيقات ذكاء اصطناعي مثل Lensa وRemini وMidjourney، التي تعيد رسم ملامح الوجه بأسلوب فني مستوحى من التاريخ المصري القديم.
خلال أيام، امتلأت السوشيال ميديا بصور لأشخاص يرتدون التيجان الذهبية والملابس الفرعونية، وكأنهم أحفاد الملوك.
لكن القليل فقط التفت إلى ما يحدث خلف الكواليس التقنية لهذه التطبيقات التي تطلب منك تحميل صورتك وإعطاءها صلاحية الوصول إلى معرضك الشخصي.
الوجه المظلم لتطبيقات تحويل الصور
الخبراء يؤكدون أن بعض هذه التطبيقات تحتفظ بالصور مؤقتًا على خوادمها بهدف “تحسين الخدمة”، لكن لا يوجد ما يضمن عدم استخدامها لاحقًا في تدريب خوارزميات أخرى أو مشاركتها مع أطراف ثالثة.
أبرز المخاطر تشمل:
-
تسريب الصور أو بيعها لشركات تدريب الذكاء الاصطناعي.
-
تحليل بيانات الوجه واستخدامها في إنشاء ملفات تعريف رقمية (Digital Profiles).
-
استخدام الصور في إعلانات أو محتوى آخر دون علم المستخدم.
وقال أحد خبراء الأمن الرقمي لـ”عقار 24″:
“أي تطبيق مجاني يعتمد على صور المستخدمين هو مشروع ضخم لجمع البيانات، وليس مجرد أداة للتسلية.”
كيف تحمي نفسك قبل الانضمام للتريند؟
قبل أن ترفع صورتك لأي تطبيق ذكاء اصطناعي، اتبع هذه الخطوات البسيطة لحماية خصوصيتك:
-
اقرأ شروط الاستخدام جيدًا — خاصة البنود المتعلقة بتخزين البيانات.
-
استخدم صورًا غير شخصية أو معدلة بدلًا من صور وجهك الحقيقي.
-
تجنّب تمامًا رفع صور الأطفال.
-
احذف التطبيق بعد الاستخدام أو امسح بياناتك من إعداداته.
-
استخدم بريدًا إلكترونيًا مخصصًا للتطبيقات التجريبية.
تطبيقات أكثر أمانًا نسبيًا
رغم التحذيرات، توجد بعض التطبيقات التي توضح بوضوح سياساتها لحماية البيانات، مثل:
-
Lensa AI (مع إمكانية حذف الصور يدويًا من الإعدادات).
-
Remini (لا يحتفظ بالصور بعد المعالجة).
-
Bing Image Creator (تابع لمايكروسوفت، ولا يطلب صور شخصية).
ومع ذلك، ينصح الخبراء باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي غير القائمة على الصور الحقيقية، مثل توليد الرسومات أو النصوص فقط.
من الفخر إلى الخطر.. التريند الذي يكشف وجهاً آخر للذكاء الاصطناعي
تحول التريند من مجرد تجربة مرحة إلى قضية نقاش حول الوعي الرقمي، بعد أن أصبح كثير من المستخدمين يجهلون مصير صورهم بعد رفعها.
وفي الوقت الذي يرى البعض أنه شكل من أشكال التعبير الفني عن الهوية المصرية القديمة، يرى آخرون أنه باب خلفي لجمع بيانات حساسة بغطاء فني جذاب.
دعوة من “عقار 24”: كن ذكيًا مع الذكاء الاصطناعي
قبل أن تندمج مع الترند المقبل، تذكّر أن التكنولوجيا تمنحنا المتعة والإبداع، لكنها تحتاج وعيًا لحماية خصوصيتنا.
فكما يقول الخبراء:
“كل ما ترفعه على الإنترنت يمكن أن يبقى هناك إلى الأبد.”
اقرأ أيضاً:
كيف تحول صورتك إلى فرعوني؟.. دليل استخدام أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالخطوات
عمرو وهبة يوضح حقيقة صورته في افتتاح المتحف المصري الكبير: «دي مش أنا يا جماعة!»
حلم عالمي يقترب..«المتحف المصري الكبير» يسعى لتسجيل اسمه ضمن موسوعة غينيس

