في وقت يتجه فيه المستثمرون إلى البحث عن الملاذات الآمنة، تبرز الفضة كخيار استثماري استثنائي يجمع بين البعد التقليدي كمعادن نفيسة وبين دورها الحيوي في الصناعات الحديثة، خصوصًا مع الطفرة المتسارعة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
ومع تراجع الدولار وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة عالميًا، تعود الفضة إلى دائرة الضوء باعتبارها الأصل الأكثر جذبًا في الفترة المقبلة، خاصة لمن يبحث عن عوائد أعلى من الذهب مع فرصة الاستفادة من الطلب الصناعي المتنامي.
ونجيب في هذا التقرير عن السؤال التالي: الاستثمار في الفضة ولماذا الفترة المقبلة واعدة؟
1. خلفية السوق
الفضة تُعتبر من المعادن النفيسة إلى جانب الذهب، لكنها تتميز بميزة مزدوجة:
-
ملاذ آمن وقت الأزمات مثل الذهب.
-
معدن صناعي يُستخدم بكثافة في التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
خلال الفترة الماضية، شهدت أسعار الفضة ارتفاعات ملحوظة مدفوعة بمزيج من الطلب الصناعي المتنامي وتراجع الدولار الأمريكي.
2. العوامل الداعمة لارتفاع الفضة
1) الطلب الصناعي القوي
-
الفضة تدخل في صناعات عديدة: الألواح الشمسية، البطاريات، الرقائق الإلكترونية، السيارات الكهربائية، والمعدات الطبية.
-
مع اتجاه العالم نحو الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، يزداد الطلب بشكل غير مسبوق، خاصة أن الفضة تُعدّ موصل كهربائي ممتاز.
2) تراجع الدولار والفائدة
-
أي ضعف في الدولار أو خفض للفائدة الأمريكية يعزز جاذبية المعادن النفيسة.
-
الفضة غالباً ما ترتفع بنسبة أكبر من الذهب عند ضعف العملة الأمريكية لأنها أقل تكلفة وأكثر تقلباً، مما يجذب المستثمرين الباحثين عن أرباح سريعة.
3) انخفاض المعروض نسبياً
-
بعض التقارير العالمية أشارت إلى أن الإنتاج العالمي للفضة أقل من مستوى الطلب في السنوات الأخيرة، مما يخلق فجوة تُبقي الأسعار تحت ضغط صعودي.
4) التحوّط ضد التضخم
-
مثل الذهب، الفضة تُعتبر أداة للتحوّط ضد فقدان القوة الشرائية.
-
المستثمرون الأفراد ينجذبون إليها لأنها أقل تكلفة من الذهب، مما يجعلها “ملاذاً في متناول اليد”.
3. لماذا الفترة المقبلة بالذات جذابة؟
-
توقعات استمرار تيسير السياسة النقدية في أميركا وأوروبا تعني أن الفائدة لن تبقى مرتفعة طويلاً → دعم إضافي للفضة.
-
توسّع الطاقة الشمسية عالميًا: وكالة الطاقة الدولية تتوقع تضاعف الطلب على الألواح الشمسية بحلول 2030، والفضة عنصر أساسي فيها.
-
المضاربة: تاريخيًا، الفضة تتحرك أسرع من الذهب (تضاعفت 6 مرات بين 2008 و2011 مقابل 3 مرات فقط للذهب)، أي أن العوائد قد تكون أعلى على المدى القصير والمتوسط.
4. المخاطر التي يجب الحذر منها
-
تقلب الأسعار العالي: الفضة أكثر تقلباً من الذهب، ما يجعلها محفوفة بالمخاطر لمن لا يتحملون التذبذبات.
-
تعافي الدولار بشكل مفاجئ قد يضغط على أسعار المعادن النفيسة.
-
ركود اقتصادي عالمي يقلل من الطلب الصناعي، وبالتالي قد يحد من مكاسب الفضة.
5. التوصيات للمستثمرين
-
تنويع الاستثمار: يفضل أن تكون الفضة جزءاً من محفظة تشمل الذهب والسلع الأخرى.
-
المتابعة الفنية: مراقبة مستويات الدعم والمقاومة لأن المضاربين يحرّكون السوق بسرعة.
-
الاستفادة من الصناديق المتداولة (ETFs): مثل صناديق الفضة العالمية، لمن لا يرغب في شراء المعدن بشكل مباشر.
-
الاستثمار متوسط الأجل: الفضة مرشحة للصعود مع استمرار التحول الأخضر وتراجع الدولار.
أصل استراتيجي
الفضة في المرحلة المقبلة ليست مجرد معدن ثمين، بل أصل استراتيجي يجمع بين دورها كملاذ آمن وكمعدن صناعي رئيسي لمستقبل الطاقة المتجددة.
بالتالي، الفترة الحالية تعدّ فرصة جذابة لدخول السوق، خاصة مع التوقعات بأن outperform الذهب من حيث نسب الارتفاع خلال السنوات القادمة.
اقرأ أيضاً:
توقعات باستمرار ارتفاع المعدن الأصفر.. والمحللون ينصحون بإدخال الفضة في المحافظ الاستثمارية
أسعار الذهب اليوم: تراجع جماعي للعيارات مع هبوط عالمي ومحلي
الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة محليًا وعالميًا