شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الغضب، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر مشادة انتهت باعتداء فرد أمن على معتمر مصري وزوجته داخل صحن المسجد الحرام بمكة المكرمة، في مشهد أثار استياء ملايين المتابعين في مصر والعالم العربي.
ويُظهر الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع مساء الاثنين، أحد أفراد الأمن وهو يدفع رجلًا مصريًا يرتدي ملابس الإحرام أثناء تأديته العمرة، قبل أن يمتدّ الموقف إلى زوجته التي كانت تحاول الدفاع عنه، ليقوم الشرطي بدفعها هي الأخرى، وسط صرخات من الحضور.
الحادث، الذي وُصف بأنه “مهين لضيوف الرحمن”، أثار ردود فعل غاضبة ومطالبات بفتح تحقيق رسمي عاجل. واعتبر رواد مواقع التواصل أن ما حدث “لا يليق بحرمة المكان ولا بقدسية الزمان”، مؤكدين أن “المعتمر يجب أن يُعامل باحترام مهما كان الموقف”.
من جانبها، أصدرت السلطات السعودية بيانًا أوضحت فيه أنه “تم التعامل مع الواقعة وفق الإجراءات النظامية”، مشيرة إلى “القبض على الشخص الذي خالف التعليمات داخل المسجد الحرام” دون توضيح هوية الأطراف أو تفاصيل إضافية حول المقطع المتداول.
ردود فعل المصريين والعرب
أطلق ناشطون عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) وسومًا مثل #الحرم_المكي و**#اعتداء_فرد_أمن**، عبّروا من خلالها عن تضامنهم مع الزوجين المصريين، فيما دعا آخرون إلى “التهدئة وانتظار نتائج التحقيق الرسمي” مع التأكيد على أن “الحادثة لا تمثل سلوك العاملين بالحرم المكي المعروفين بحسن المعاملة والانضباط”.
وقال أحد المغردين: “ما حدث مشهد مؤلم لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأن ضيوف الرحمن أمانة في رقبة كل مسؤول”.
الأبعاد القانونية والإنسانية
يرى مراقبون أن الواقعة تسلط الضوء على أهمية التدريب المستمر لعناصر الأمن في الحرم المكي على التعامل مع الحشود الكبيرة بروح الخدمة لا القوة، خاصة أن المكان يشهد توافد ملايين المعتمرين سنويًا من مختلف الجنسيات والثقافات.
كما أن مثل هذه الحوادث قد تترك أثرًا سلبيًا على الصورة الذهنية لخدمات العمرة، التي تُعد من أهم روافد السياحة الدينية في المملكة، وتستقطب استثمارات ضخمة ضمن رؤية السعودية 2030 لتطوير قطاع الحج والعمرة.
مطالب بتحقيق عاجل
في المقابل، دعت شخصيات مصرية وعربية إلى فتح تحقيق رسمي بمشاركة الجهات المختصة في البلدين، لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف داخل أقدس بقاع الأرض، والحفاظ على كرامة المعتمرين.
وأكدت جهات إعلامية أن الزوجين المصريين بصحة جيدة بعد الواقعة، فيما لم تُصدر السفارة المصرية في الرياض حتى الآن بيانًا رسميًا حول الحادث.
خلاصة
الواقعة، رغم بساطتها في ظاهرها، أثارت جدلاً واسعًا لأنها تمسّ واحدًا من أكثر الأماكن حساسية وقدسية عند المسلمين. وبينما ينتظر الجميع نتائج التحقيق الرسمي، تبقى الرسالة الأهم هي ضرورة التعامل مع ضيوف الرحمن بأقصى درجات الاحترام والتقدير، بما يليق بمكانة الحرم المكي ورسالته الروحية.

