شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية اليوم الثلاثاء تراجعًا حادًا، متأثرةً بقوة الدولار الأمريكي وعمليات جني الأرباح، وسط تفاؤل حذر بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
تراجع حاد في الأسعار المحلية والعالمية
فال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلي انخفضت بنحو 170 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5720 جنيهًا.
أما على الصعيد العالمي، فقد هبطت الأوقية بنحو 131 دولارًا لتصل إلى 4217 دولارًا.
وجاءت باقي الأسعار على النحو التالي:
عيار 24: 6537 جنيهًا
عيار 18: 4903 جنيهات
عيار 14: 3814 جنيهًا
الجنيه الذهب: 45,760 جنيهًا
أسباب الهبوط: تصحيح سعري بعد مكاسب قوية
أوضح التقرير أن السوق يشهد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة صعود قوية الأسبوع الماضي، إذ ارتفع الذهب محليًا بنحو 125 جنيهًا، وعالميًا بأكثر من 100 دولار للأوقية، قبل أن يبدأ التراجع مع عودة الدولار الأمريكي للصعود وارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وأشار التقرير إلى أن الذهب فقد أكثر من 2% من قيمته بعد إعادة اختبار مستوياته التاريخية قرب 4380 دولارًا للأونصة، متأثرًا بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 98.84 نقطة، وهو أعلى مستوى له في أسبوع، بجانب تحسن المعنويات في الأسواق العالمية إثر أنباء إيجابية حول المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.
التفاؤل التجاري يقلّص الطلب على الملاذات الآمنة
قال محللون لـ«آي صاغة» إن التفاؤل الحذر بشأن اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والصين قلّل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحدث فيها عن إمكانية التوصل إلى “اتفاق عادل وممتاز” خلال قمة APEC المقبلة، مع تحذيره في الوقت نفسه من فرض رسوم جمركية بنسبة 155% على الواردات الصينية في حال فشل المفاوضات.
وأوضح التقرير أن ارتفاع الدولار وتحسن الإقبال على الأصول عالية المخاطر شكّلا ضغطًا على أسعار الذهب، في الوقت الذي فضّل فيه العديد من المستثمرين جني الأرباح بعد المكاسب القياسية الأخيرة.
التوقعات المستقبلية: تصحيح مؤقت لا أكثر
ورغم الهبوط الحاد، يؤكد محللو «آي صاغة» أن التوقعات المتوسطة الأجل للذهب ما زالت إيجابية، خاصة في ظل السياسات التيسيرية للفيدرالي الأمريكي واستمرار الضبابية الجيوسياسية، فضلًا عن تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على البيانات الاقتصادية.
وقال سعيد إمبابي إن الهبوط الحالي “لا يمثل تحولًا في الاتجاه العام”، بل هو تصحيح مؤقت بعد مكاسب قوية، مؤكدًا أن ضعف بعض العملات العالمية وعودة الطلب الاستثماري قد يدفعان الذهب للارتفاع مجددًا في الفترة المقبلة.
وأضاف:
“السوق تشهد تذبذبًا حادًا، لكن الاتجاه العام لا يزال يميل للصعود، خاصة مع استمرار العوامل الداعمة للمعدن النفيس مثل التضخم العالمي والتوترات السياسية وضبابية السياسات النقدية.”
خلاصة:
رغم التراجع الحاد في الأسعار اليوم، يرى الخبراء أن الذهب ما يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن على المدى المتوسط، مع توقعات بعودة الارتفاع حال تجدد التوترات الاقتصادية أو السياسية عالميًا.