وداعًا التوكتوك: الجيزة تطلق بديلًا عصريًا برخصة ووقود مزدوج
في خطوة تهدف إلى تحسين جودة النقل داخل الأحياء المصرية والحد من العشوائية المرورية، بدأت محافظات عدة، وعلى رأسها الجيزة، تنفيذ خطة حكومية لاستبدال التوكتوك تدريجيًا بمركبات صغيرة حديثة ومرخّصة تعمل بالغاز الطبيعي والبنزين. وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج شامل لإعادة تنظيم وسائل النقل غير الرسمية ودمجها داخل المنظومة المرورية الرسمية للدولة.
تحرك حكومي لتنظيم الفوضى المرورية
وتُعد هذه المبادرة أحد أبرز التحركات الحكومية خلال السنوات الأخيرة لمعالجة ظاهرة انتشار التوكتوك، الذي تحول من وسيلة نقل سريعة في الشوارع الداخلية إلى مصدر لحوادث متزايدة ومخالفات مرورية، فضلًا عن عدم خضوع أغلبه لمنظومة الترخيص أو الفحص الفني.
وقد أكدت جهات حكومية أن استبدال التوكتوك لا يستهدف منع وسيلة نقل بعينها بقدر ما يهدف إلى إحلال مركبات أكثر أمانًا وانضباطًا، يسهل مراقبتها وترخيصها وتحديد تعريفتها بشكل رسمي.
مواصفات البديل الجديد
المركبات البديلة التي بدأت الجيزة في إدخالها للخدمة هي سيارات صغيرة رباعية العجلات، مزودة بمحرك يعمل بالغاز الطبيعي والبنزين، ما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة من حيث استهلاك الوقود والانبعاثات.
وتتميز المركبة الجديدة بـ:
أمان أعلى مقارنة بالتوكتوك المفتوح.
تعريفة محددة تُلزم السائقين وتمنع الاستغلال.
ألوان موحدة لكل منطقة لتسهيل المتابعة المرورية.
ترخيص رسمي للتأكد من صلاحية السائق والمركبة.
عمر افتراضي وصيانة موثوقة مقارنة بالمركبات الصغيرة ثلاثية العجلات.
كما تخطط محافظات أخرى للتوسع في بدائل مختلفة، بعضها كهربائي بالكامل، وجارٍ التفاوض مع شركات دولية لبدء تصنيعه محليًا داخل مصر.
تسهيلات للسائقين لبدء التحول
ولتسهيل عملية الانتقال، وفرت المحافظة برامج تمويل وتقسيط للراغبين في استبدال التوكتوك بمركبة جديدة، مع إمكانية تقسيط ثمن المركبة بفائدة منخفضة، خاصة للسائقين الذين يعتمدون على التوكتوك كمصدر دخل ثابت.
مصادر محلية أكدت أن المبادرة تستهدف عدم الإضرار بالسائقين، بل دمجهم ضمن نشاط رسمي يضمن لهم دخلًا مستقرًا وخضوعًا للقانون.
أهداف المشروع وتأثيراته المتوقعة
تهدف المبادرة إلى:
رفع مستوى السلامة المرورية في الشوارع الداخلية.
تقليل الحوادث المرتبطة بالتوكتوك غير المرخّص.
تحسين المظهر الحضاري للمدن المصرية.
خفض الانبعاثات مع الاعتماد على الغاز الطبيعي والمركبات الكهربائية مستقبلًا.
تنظيم النشاط الاقتصادي لسائقي التوكتوك عبر ضمهم إلى الاقتصاد الرسمي.
ويتوقع خبراء النقل أن يشمل تطبيق المبادرة معظم المدن الكبرى خلال السنوات المقبلة، مع إمكانية وقف إصدار تراخيص التوكتوك نهائيًا في المناطق الحضرية خلال المراحل التالية.
تحديات ما زالت تواجه التنفيذ
ورغم الترحيب الواسع بالمبادرة، إلا أن التطبيق يواجه بعض العقبات، أبرزها:
ارتفاع تكلفة اقتناء المركبة الجديدة لدى بعض السائقين.
مقاومة التغيير في المناطق التي يعتمد سكانها على التوكتوك بشكل يومي.
حاجة بعض الأحياء لشوارع أوسع ليستوعب البديل الجديد.
ضرورة استمرار الرقابة لمنع عودة التوكتوك للعمل بطرق غير قانونية.
خطوة مهمة
يمثل مشروع استبدال التوكتوك خطوة مهمة في مسار تطوير النقل داخل المدن المصرية، وإعادة الانضباط إلى الشوارع الداخلية، وتقديم خدمة نقل آمنة ومنظمة للمواطنين. وبينما يُعد التغيير تحديًا في بدايته، إلا أن نجاحه سيضع مصر على طريق أكثر تحضرًا في مجال النقل الحضري، ويمنح ملايين المستخدمين وسيلة تنقل حديثة تحترم المعايير المرورية والبيئية.
رابط مختصر انسخ:https://aqaar24.com/iuao

