أعاد تقرير بلومبرج إنتلجنس تسليط الضوء على مستقبل الجنيه المصري، بعدما توقع الاستراتيجي سيرجي فولوبوويف أن العملة المصرية مرشحة لتحقيق مزيد من المكاسب أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، مدعومة بتراجع التضخم وسياسات نقدية أكثر مرونة من البنك المركزي.
أولاً: تراجع التضخم.. عنصر دعم رئيسي
-
التضخم السنوي تراجع إلى نحو 12%، وهو مستوى منخفض مقارنة بذروة سابقة تجاوزت 35%.
-
هذا التراجع يمنح البنك المركزي مساحة للتحرك بخفض أسعار الفائدة دون التأثير الكبير على استقرار الأسعار.
-
انخفاض التضخم يخفف الضغوط على المستهلك ويعزز القدرة الشرائية، ما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي.
ثانياً: السياسة النقدية في “الموقع المناسب”
-
البنك المركزي المصري فاجأ الأسواق مؤخراً بقرار خفض أسعار الفائدة بأكثر من التوقعات.
-
هذه الخطوة تشير إلى ثقة المؤسسة النقدية في استقرار الوضع المالي والنقدي.
-
وفق فولوبوويف، هناك احتمال لخفض إضافي يصل إلى 300 نقطة أساس خلال الربع الأخير من 2025.
ثالثاً: تأثير على المستثمرين الدوليين والمحليين
-
استمرار قوة الجنيه قد يعزز ثقة المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية (أذون وسندات الخزانة).
-
خفض الفائدة بشكل تدريجي قد يشجع على زيادة الاستثمارات الإنتاجية بدلاً من الاعتماد على العوائد المرتفعة قصيرة الأجل.
-
الأسواق الناشئة عادةً ما تستفيد من تراجع الضغوط التضخمية مع الحفاظ على جاذبية العملة.
رابعاً: الإصلاحات الاقتصادية.. التزام لا رجعة فيه
-
الحكومة المصرية ملتزمة بتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي يشمل رفع الدعم تدريجياً وتحسين كفاءة الإنفاق العام.
-
هذه الخطوات تمثل شرطاً أساسياً لاستمرار التعاون مع المقرضين الدوليين مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
-
التقدم في الإصلاحات يعزز من تصنيف مصر الائتماني ويقلل تكلفة الاقتراض الخارجي.
خامساً: التوقعات المستقبلية
-
في ظل استمرار العوامل الإيجابية (تراجع التضخم + سياسات نقدية داعمة + التزامات إصلاحية)، من المرجح أن يحافظ الجنيه على مسار تصاعدي أمام الدولار.
-
بعض التقديرات تشير إلى إمكانية استقرار العملة عند مستويات أقوى حال تحسن تدفقات النقد الأجنبي من السياحة، الصادرات، والاستثمارات.
-
في المقابل، تبقى المخاطر الجيوسياسية وأسعار الطاقة العالمية من أهم التحديات التي قد تضغط على التوقعات.
أرض صلبة
يرى محللو بلومبرج أن الجنيه المصري يقف على أرض صلبة بفضل السياسات النقدية الفعالة وتراجع معدلات التضخم، مع توقعات بخطوات إضافية من البنك المركزي لدعم النشاط الاقتصادي. غير أن مسار العملة سيظل مرتبطاً بقدرة الحكومة على استدامة الإصلاحات وضمان تدفقات نقدية قوية من الخارج.
اقرأ أيضاً:
ماذا يحدث لمدخراتك عندما تنخفض أسعار الفائدة؟
هشام عز العرب يتوقع انخفاض التضخم في مصر إلى 13% وخفض وشيك لأسعار الفائدة